تراجعت أسعار الذهب (XAU/USD) بعد أن لامست مستوى قياسيًا جديدًا خلال الجلسة الآسيوية يوم الثلاثاء، إلا أنها تمكنت من الحفاظ على اتجاهها الصعودي وسط مخاوف من حرب تجارية عالمية. قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 25%، وقال إنه سيعلن عن خطط لفرض رسوم جمركية متبادلة على دول أخرى خلال اليومين المقبلين. هذا، إلى جانب المخاطر الجيوسياسية، يستمر في دعم الطلب على المعدن النفيس التقليدي الآمن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التوقعات بأن سياسات ترامب الحمائية ستُعيد إشعال التضخم تفيد أيضًا أسعار الذهب، التي تُعتبر ملاذًا آمنًا ضد ارتفاع الأسعار. في الوقت نفسه، فإن تفاصيل وظائف الولايات المتحدة الإيجابية يوم الجمعة، إلى جانب مخاوف التضخم، تترك مجالًا للاحتياطي الفيدرالي (Fed) للإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة. هذا بدوره يعزز الدولار الأمريكي (USD) إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوع، مما دفع إلى تحقيق بعض الأرباح حول زوج XAU/USD بسبب الظروف المشتراة الزائدة.
أسعار الذهب تستمر في الحصول على الدعم من مخاوف مرتبطة بترامب
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين على إعلانين يقضيان بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المعادن وإنهاء جميع الاستثناءات على رسوم الصلب والألومنيوم التي فرضت لأول مرة خلال ولايته الأولى من 2016 إلى 2020.
وأضاف ترامب أنه سيعلن عن رسوم جمركية متبادلة على دول أخرى خلال اليومين المقبلين، مما دفع أسعار الذهب الآمنة إلى مستوى قياسي جديد خلال الجلسة الآسيوية يوم الثلاثاء.
يتقدم الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوع وسط توقعات بأن سياسات ترامب الحمائية ستُعيد إشعال التضخم في الولايات المتحدة وتجبر الاحتياطي الفيدرالي على التمسك بموقفه المتشدد والإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة.
كما أن الدولار القوي، إلى جانب الظروف المشتراة الزائدة على الرسم البياني اليومي، دفع إلى تحقيق بعض الأرباح حول زوج XAU/USD وسط إعادة تموضع قبل شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونغرس.
سيتم مراقبة تعليقات باول عن كثب للحصول على إشارات حول مسار خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما سيؤثر بدوره على ديناميكيات أسعار الدولار الأمريكي على المدى القريب ويوفر دفعة اتجاهية جديدة للسلعة.
شراء الذهب عند الانخفاض يجب أن يساعد في الحد من أي تراجع تصحيحي
من منظور فني، فإن الانزلاق دون مستوى 2900 دولار من المرجح أن يجد بعض الدعم بالقرب من المنطقة الأفقية 2886-2882 دولار.
وقد يؤدي البيع المتتابع إلى سحب أسعار الذهب أكثر نحو الدعم المتوسط 2855-2852 دولار في طريقها إلى منطقة 2834 دولار.
أي انخفاض إضافي يمكن اعتباره فرصة شراء ومن المرجح أن يبقى محدودًا بالقرب من مستوى 2800 دولار. يجب أن يعمل الأخير كنقطة محورية رئيسية، وإذا تم اختراقه بشكل حاسم، فسوف يمهد الطريق لخسائر أعمق.
على الجانب الآخر، يبدو أن القمة المتأرجحة خلال الجلسة الآسيوية، حول منطقة 2842-2843 دولار، تعمل الآن كحاجز قوي فوري. من المرجح أن يتوقف المشترون بالقرب من هذا الحاجز وسط مؤشر القوة النسبية (RSI) المشتراة الزائدة على الرسم البياني اليومي، مما يجعل من الحكمة الانتظار لبعض التوحيد على المدى القريب أو التراجع المتواضع قبل التموضع للصعود التالي.
ومع ذلك، فإن الإعداد الفني الأوسع يشير إلى أن مسار المقاومة الأقل لأسعار الذهب يبقى في الاتجاه الصعودي ويدعم احتمالات امتداد الاتجاه الصعودي القوي الذي شهدناه على مدار الشهرين الماضيين أو نحو ذلك.